سئل العلامة الهمام المحدث الإمام محمد ناصر الدين الألباني : ما علاج ظاهرة الفتور أو الضعف الإيماني لدى بعض الدعاة ؟ فأجاب رحمه الله : هذا في الحقيقة يعود إلى شيء سبق أن أشرت إليه ٬ وهو علة العلل في هذا العصر في كثير من الدعاة ٬ ألا وهو عدم الإخلاص في الدعوة . هناك ظاهرة تلفت نظر المفكر الذي يحاول أن يتعرف على ما يصيب المسلمين من أدواء وأن يقدم -في حدود ما يعلم وما عنده من علم- الدواء ٬ الظاهرة هي أن كلمة الدعوة أصبحت اليوم مهنة . وأصبحت يتبناها كل من يشعر لنفسه شيئًا من العلم ٬ وهو ليس -كما يقال- : لا في العير ولا النفير في العلم . 💡 وذلك كما ترون من زاوية أخرى أن كلمة (السَّلَفية) الآن أصبحت مُتبناة من كثير من المسلمين الذين قد يكون بعضهم على الأقل كان يظهر عِداءه الشديد لهذه الدعوة ٬ فلما انتشرت هذه الدعوة ٬ وأخذت مكانها اللائق بها في العالم الإسلامي ٬ وأخذ أكثر الناس من الدعاة ولو لم يكن لهم أي صلة بالدعوة السَّلَفية الصحيحة يَدَّعون السَّلَفية . ومن هنا يدخل في هذا المنهج العلمي السَّلَفي من ليس له صلة مطلقًا بهذا المنهج ٬ ولذلك فأنا أعتقد أن السبب هو فقدان الإخلاص للدعوة لأني أعتقد -كما أشرت آنفا ولعله في السؤال الأول- أن الداعية حقا يجب أن يكون وثيق الصلة ومستمر الصلة بالعلماء أمواتاً وأحياءً ٬ ذلك لكي ينمي في نفسه الفقه والفهم للعلم وأسلوب الدعوة إلى هذا العلم الصحيح . وهذا -بلا شك- يحتاج إلى جهود جبارة ٬ وإلى صبر على الدعوة ٬ وهذا لا يستطيعه -في الواقع- إلا مَن كان مخلصًا لله عز وجل كل الإخلاص . فانصراف بعض من ينتمون إلى الدعوة عن القيام بحقها وبواجبها = هو دليل على أنهم لم يكونوا مخلصين في الدعوة ٬ وإلا لماذا هذا التأخر في ذلك والانصراف عن مقتضيات الدعوة ولوازمها ؟! هذا باعتقادي هو سبب ما جاء في هذا السؤال ٬ وباختصار هذا هو : عدم الإخلاص ٬ وهذا ليس له علاج إلا باللجوء إلى الله تبارك وتعالى ٬ وتذكيرهم -ممن له قدم راسخ في العلم- بهذا الواجب الذي يجب عليهم أن يتمسكوا به ٬ وأن يموتوا عليه ٬ وإلا كان عملهم هباءً منثورًا . [ سلسلة الهدى والنور الصوتية (شريط ١٨١) (٠٠:١٣:٢٤) ]